دراسات إسلامية

 

فضيلة الشيخ الأستاذ وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي في ضوء مؤلفاته

(1/2)

بقلم : الدكتور سرفراز أحمد القاسمي

 

 

     وبناءً على هذا النص القصير هو يكوّن ثمانية وعشرين سؤالاً، وهي فيما يلي:

     1. متى يذهب حامد إلى السوق؟

     2. ماذا يفعل حامد صباحاً؟

     3. متى يفتح (هو) الدكان؟

     4. إلى متى يجلس (هو) في الدكان؟

     5. هل تسمع كلام المعلم؟

     6. من يذهب إلى السوق صباحاً؟

     7. إلى أين يذهب حامد صباحاً؟

     8. من يفتح الدكان صباحاً؟

     9. متى يرجع(هو) إلى البيت؟

     10. هل أنت تسمعين قصة القرآن؟

     11. متى تركب الدراجة؟

     12. أي شيئ تركب أنت؟

     13. هل أنت تركب الدراجة؟

     14. أين تترك الدارجة؟

     15. ماذا تترك عند الشجر؟

     16. هل تترك الدراجة؟

     17. أهذه أختك؟

     18. هل هي تطبخ الطعام؟

     19. ماذا تطبخ هي في المطبخ؟

     20. متى يرجع التلميذ من المدرسة؟

     21. متى يرجع حامد إلى البيت؟

     22. متى تذهب إلى المسجد؟

     23. ماذا تفعل في المسجد؟

     24. هل تذكر الله؟

     25. متى تعبد الله؟

     26. أين تعبدالله؟

     27. من تعبدأنت؟

     28. من تذكر أنت؟(21)

     ولاشك، هذا الأسلوب يجعله متميزاً بين المؤلفين الهنود للكتب الابتدائية للأطفال.

     وأكمل المؤلف الجزء الأول للقراءة الواضحة ولم يتناول فيه بحث المثنى. ربما هو أول مؤلف هندي أدرك هذه الحقيقة أن تدريس بحث المثنى والجمع في البداية يخلق مشكلة للمبتدئ. لأجل ذلك ذكر المثنى والجمع في الجزء الثاني، وراعى فيه أيضاً أهمية التدريس تدريجياً، فيدرّس النص المحتوي على بحث المثنى بدون وضع  التلميذ في مرحلة شاقة لتعلم مباحث النحو، وذلك بأسلوب ممتع للغاية، فيكتب في الدرس الخامس للجزء الثاني للقراءة الواضحة:

     «في بيت أرشدَ أصيصٌ صغيرٌ، وفي بيت حامدٍ أصيصٌ كبيرٌ. هذانِ أصيصانِ جميلانِ، أنا رأيت هذينِ الأصيصينِ وفرحت بهما. في هذين الأصيصين شجيرتانِ، عليهما زهرتانِ جميلتانِ»(22).

     وهذا أسلوب سهل يدرس به الطالب المثنى المستخدم في حالة الرفع والنصب والجر، ويتعلم الضمير للمثنى واسم الإشارة للمثنى.

     وفي التمرين لهذا الدرس هو يكتب:

     هذه زهرةٌ وهذه زهرةٌ هاتان زهرتان

     قطفتُ زهرتين                  تلك فراشةٌ وتلك فراشة

     تانك فراشتان               رأيت فراشتين

     هذا بيتٌ وهذا بيتٌ          هذان بيتان

     دخلت بيتين                ذلك أصيصٌ وذلك أصيصٌ

     ذانك أصيصان                 أخذت أصيصين

     ويكتب في تمرين آخر في نفس الدرس:

حامد وراشد تلميذان            هما ذاهبان إلى الميدان

أنا وساجد تلميذان         نحن واقفان في الميدان

سعاد وسلمى تلميذتان هما جالستان على السرير

أنتَ وراشد ولدان          أنتما نشيطان، مسروران

أنتِ وسعاد بنتان           أنتما نشيطتان، مسرورتان(23)

     وهذه الجمل المذكورة في النص أو التمارين تدل على حسن أسلوب المؤلف عند تناول بحث المثنى. ويبدو من هذا الأسلوب أن الطالب المبتدئ سيفهم نصف البحث بنفسه على الأقل إذا قرأ هذه الجمل مراراً. وأنا ذكرت هنا عن بحث المثنى وموقف المؤلف عنه بوجه خاص، وهذا بسبب تواجد فارق كبير بين موقفه وموقف الآخرين في صدد تدريس اللغة العربية. فنجد أن معظم الكتب تتناول بحث المثنى في البداية، وذلك يخلق عائقاً في سبيل تعلم اللغة العربية؛ لأن الطالب يدرس هذا البحث قبل أن يفهم و يستوعب بحث المفرد في الضمائر، وأسماء الإشارة، والأفعال. أما السبب فقد بينته سابقاً. أما الموضوعات للجزء الثاني فمعظمها اجتماعية تتعلق بضرورات يومية للإنسان، وبعضها دينية.

     والمؤلف في الجزء الثالث للقراءة الواضحة قد قام بمراعاة نفسية الدارسين للغة العربية في شبه القارة الهندية، ويبدو تواقاً إلى توفير الغذاء اللغوي والعلمي لكل من يريد أن يتعلم هذه اللغة المحترمة مع الحرص على التزود بذخيرة المعلومات العامة التي لابد أن يعرفها لسد حاجاته اليومية. وقد حاول المؤلف في هذا الجزء أن يجعل الطلاب قادرين على التعبير العربي الصحيح، والإنشاء والتكلم بلسان عربي مبين،. وقد استفاد المؤلف خلال مهمته للتأليف من عدد لا بأس به من الكتب الدينية والأدبية، وهو قد أخذ بعض المقتبسات من تلك الكتب. وفي أكثر النصوص قد أجرى تعديلات مناسبة لنفسية الدارسين ومستواهم.

(ب)  نفحة الأدب:

     هذا الكتاب مجموعة من النصوص المختارة من النظم والنثر، قام بإعدادها الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي وفيها 96 صفحة. ونشرتها إدارة النشر والتوزيع، بدارالعلوم، ديوبند في شهر ربيع الثاني عام 1392هـ.

     ويبين الأستاذ الكيرانوي السبب الذي أدى إلى إعداد هذه المجموعة في مقدمتها. وهو أن مجلس الشورى للجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ديوبند كلف الأستاذ الكيرانوي بتقديم كتاب من مختارات الأدب العربي نظماً ونثراً، وذلك لجعل المقررات من الأدب العربي لدار العلوم مناسبة لمقتضيات العصر الحديث كي يتمكن الطلبة من الاستفادة من القديم الصالح والجديد النافع.

     وقُدم هذا المقترح إلى الأستاذ الكيرانوي في وضع كانت فيه المقررات الدراسية للغة العربية وآدابها مليئةً بمواد خالية عن الروح الحقيقي لتعاليم الإسلام، حيث كانت محتويةً على حكايات خرافية تخالف مدارك  الناشئين، وتجلب نتائج مضرة بسبب كونها مزدوجةً بأفكار غير خلقية. فنظراً إلى أضرارها كلف  المسؤولون في الجامعة دارالعلوم من أعضاء مجلس الشورى الأستاذ الكيرانوي بإعداد كتاب جيد يحوي نصوصاً صالحةً غير مضرة من حيث الأدب وتهذيب الأخلاق؛ لكى يحل محل تلك الكتب التي لم تكن تخلو من نقائص و عيوب.  فوُفِّقَ الكاتب الفاضل لإعداد هذه المجموعة القيمة، وهي مختارة من عدد لا بأس به من الكتب الأدبية القديمة والحديثة. والآن قد أصبحت هذه المجموعة ملائمةً لذوق التلميذ الناشئ، تحقق مطالبه الأدبية والخلقية.

     إن في هذه المجموعة أنواعاً من النماذج الأدبية المختارة من الكتب القديمة والحديثة. وقد شرح المؤلف بعض الكلمات الصعبة في هامش الكتاب.

     ولا شك أن المؤلف قد نجح في تحقيق أحلام المسؤولين في الجامعة دار العلوم إلى حد ملحوظ؛ ولكن الكتاب لا يخلو من عيوب من الناحية التقنية. فيبدو من دراسة هذا الكتاب أن المؤلف لم يصرف أوقاته لهذا الكتاب بقدر ما صرفه في تأليف سلسلة من القراءة الواضحة، فلا يُوجد في هذا الكتاب تدريبات أوأي ذكر عن أصحاب  النصوص، ولا تُوجد أي  إشارة إلى الكتب التي استفاد منها المؤلف، فلا يعرف الطالب شيئا عن الفترة التي تنتمي إليها تلك النصوص أو الميزات الخاصة لكاتبيها.

نظرة على جمعية علماء الهند:

     هذا الكتاب يسلط الضوء على الخلفية التاريخية لجمعية علماء الهند و نشاطاتها و تناول فيه الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي الدور الذي  قامت به الجمعية عبر التاريخ وخاصة في سبيل تحرير البلاد. و نشره المكتب الرئيسي لجمعية علماء الهند، دهلي الجديدة (سنة الطباعة غير مذكورة).

     يستهل الكتاب بتعريف الجمعية بعنوان «ما هي جمعية علماء الهند»؟(24) ثم يسرد تاريخ إنشائها(25) بالإشارة إلى الدور الذي قام به أبناء الجامعة دارالعلوم ديوبند قبل الاستقلال، ومن أبرزهم  الشيخ محمود حسن الديوبندي الملقب بـ«شيخ الهند»، وحسين أحمد المدني المعروف بـ«شيخ الإسلام» - رحمه الله .

     وقد أشار المؤلف إلى وضع الهند بعد الاستقلال(26)؛ حيث كانت البلاد قد تغيرت تماماً بسب تقسيمها و ما أعقبه من اضطرابات طائفية، فنوه بدور العلماء الذين نهضوا في ذلك العصر لانتشال الأمة من المأزق. وبذلوا نفوسهم ونفائسهم لتشجيع المسلمين على مواجهة تلك المواقف الحرجة بصمود و ثبات وإستعادة  ممتلكاتهم وتراثهم، وتوحيد صفوفهم وبناء مستقبلهم. ومن هؤلاء المجاهدين البارزين المفتي الأكبر الشيخ عنايت الله، والشيخ حسين أحمد المدني وأحمد سعيد الدهلوي وحفظ الرحمن السيوهاروي، ومحمد ميان الديوبندي، وفخر الدين أحمد رئيس هيئة التدريس في جامعة ديوبند الإسلامية سابقاً، وغيرهم من أعضاء الجمعية رحمهم الله تعالى .

     وبعد ذلك بين المؤلف موقف الجمعية وأسلوب دعوتها، ثم تطرق إلى النظام الإداري، وألقى الضوء على فروعها وإسهامها في تحرير البلاد وخدمة المسلمين.

     وقد تناول المؤلف خدمات جمعية علماء الهند بعد التقسيم بالإيجازحيث لخصها في 25 نقطة(27). ثم قام بتصنيف أنشطتها  في القطاع الاجتماعي والقطاع الاقتصادي والقطاع الديني إلى جانب نشاطاتها في مجال نشر الصحف والمجلات الإصلاحية.

     ذكرالأستاذ الكيرانوي عن الأوضاع في الهند قبل أن تم تأسيس جمعية علماء الهند، ثم تطرق إلى  بداية حركات التحرير في الهند، وأبان أسباب فشل ثورة عام 1857م واستطرد بيان مسؤولية علماء الهند في تلك الظروف الخطيرة، ووصف دور الجمعية فيها، والتضحيات الجسيمة التي قامت بها آنذاك.

     وقد سرد المؤلف في كتابه أسباب تقسيم الهند وموقف جمعية علماء الهند بإشارة خاصة إلى موقفها إزاء السياسية الإنجليزية.

     ومن الموضوعات الأخرى التي تناولها المؤلف في هذا الكتاب: دور الجمعية في مقاومة الطائفية والدعوة إلى التضامن، وقضية الأوقاف الإسلامية.

     ونعطي في السطور الآتية نماذج ترجمة جميلة قام بها الأستاذ الكيرانوي للكلمات التي كانت تفور بالإيمان من قلوب هؤلاء العلماء ، فهو يبدأ بكلمة للإمام المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني - رحمه الله - على النحو التالي:

     «إن بلادنا تحررت من سلطة الأجانب؛ ولكننا لا نزال نتعرض حتى الآن لسياسة الإنجليز، تشيع في الحرب والدمار، وتحثنا على الفساد والبغض والعداوة، وتعطل الحكومة عن إعادة الأوضاع الآمنة، وعن إقامة الأمن والسلام»(28).

     «إن الإسلام دين المحبة والأمن والسلام، إنه ينفر عن هذه الضراوة والوحشية التي سادت بعد التقسيم، فالذين يشيعون الفساد، أو ينشرون الفتنة باسم الإسلام فلاشك أنهم يسيئون إلى سمعة الدين الحق، ومكانته بين الأديان. والحقيقة أن القلب الواحد لايجمع الإسلام والقساوة معاً»(29).

     وتقدم بترجمة مقتبسات من خطبة الشيخ حفظ الرحمان - رحمه الله -، والذي كان الأمين العام لجمعية علماء الهند سابقاً، وهذه ترجمة دقيقة ونموذج لبراعة الكيرانوي في فن الترجمة، ونكتفي بعرض مقتبس واحد فقط وهو:

     «إنكم أيها المواطنون الهندوس اتهمتم المسلمين بالطائفية، فقاومناها، وأصبح بعضنا عدو البعض، ولكن انظروا إلى أحزابكم الطائفية التي تغرس بذور العناد والشغب، فيجب أن لا نسمح لمحةً أو لمحتين بانشقاق الأرض عن هذه البذور التي تؤتي ثمارها مرةً خبيثةً، ونستعد لتحطيم هذه الفوارق التي حدثت بحكم الطبيعة؛ كي يتطهر الوطن عن جميع هذه الأقذار والأوساخ»(30).

     وكذلك يقوم بترجمة نصوص الكلمات التي ألقاها «مولانا أبو الكلام آزاد» لتشجيع المسلمين الهنود و تثبيت أقدامهم بكل إخلاص. ومنها هذه القطعة:

     «انظروا ما قررتم من الهجرة، إلى أين تفرون، ولماذا تهربون؟ انظروا إلى مآذن هذا المسجد الكبير التاريخي (جامع دلهي) تسألكم مطرقةً رأسَها أين فقدتم صفحات تاريخكم المشرقة المضيئة؟ انظروا إلى ما وراءكم، يتوضأ آباؤكم بماء نهر «جمنا» وأنتم تخافون من العيش في هذا البلد الكريم الذي بنيتموه،  غيروا أيها الإخوة! اتجاه الفكر ومنهج الحياة، إن المسلم الصادق لا يؤثر الجبن على الشجاعة»(31).

الفصل الثاني: الكتب الأردية

(أ) جواهر المعارف

     هذا الكتاب مجموعة لبعض البحوث التي سجلها  العلامة المفتي محمد شفيع - رحمه الله - عند تفسير القرآن الكريم المعروف بـ«معارف القرآن». ونظراً إلى أهمية الموضوعات والبحوث قام الأستاذ الكيرانوي بانتخاب وترتيب تلك البحوث، وقدّمها في شكل كتاب.

     يشتمل «معارف القرآن» على 8 مجلداتٍ ضخمةٍ، وفيه بحوث ذات قيمة عالية، وهي مفيدة للجماهير وطبقة العلماء جميعاً، لما يحويه من مواد ثمينة  تزيل الشكوك الناشئة في أذهان الناس، وذلك بالدلائل القوية.

     يذكر الأستاذ وحيد الزمان الكيرانوي عن المشاكل التي واجهها في ترتيب هذا الكتاب، فقال: أنا أخذت مواداً وفيرةً من بين صفحات معارف القرآن، وهي كانت مرتبطةً بسياق تفسيري خاص، فحاولت أن آخذ مواداً بأسلوب يجعلها مقالةً مستقلةً؛ حيث لا يشعر القارئ أن تلك المقالة مقطوعة ومرتبطة بالسابق، وهو في حاجة إلى مراجعته. وقد حاول المؤلف أن لا يترك مجالاً يتطلب التعديل أو الإضافة في فقرات المفتي، وكذلك قد التزم الأستاذ الكيرانوي باستبقاء العنوان الأصلي. وقد قام الأستاذ الكيرانوي بحذف بعض الفقرات من معارف القرآن، لقطع الربط من السابق أو اللاحق مع الاهتمام بعدم تغيير في المضمون الرئيسي. وهو قد حاول أن يجمع حول موضوع مواداً منتشرةً عبر مجلدات «معارف القرآن». أما المحتويات فترتيبها كالآتي:

     * غاية خلق الإنسان

     * سيدنا آدم وإقامة خلافة الله

     * بعثة الأنبياء عليهم السلام والدعوة إلى الله

     * الإيمان بالله الواحد ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -

     * إصلاح الأعمال

     * الجزاء والعقاب عند الله - سبحانه وتعالى -

     * القيامة

(ب) الصلاة الشرعية

     ألف الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي كتاباً باسم «الصلاة الشرعية» باللغة الأردية، وذلك بعد عودته من دلهي إلى مدينة «كيرانة» بسبب وفاة الشيخ «حبيب الرحمن اللدهيانوي» الذي كان يعمل لديه كسكرتير عام في مكتبه. فبعد وفاته بدأ الأستاذ الكيرانوي يواجه ظروفاً قاسيةً جعلته يفكر في الانشغال في أي عمل مناسب لطبيعته وثقافته، وهذا هو الزمن الذي التقى فيه بالشيخ يوسف الدهلوي مدير مجلة «شمع» (باللغة الأردية) الصادرة من دلهي، فاقترح عليه بأن يقوم بتأليف كتب بالأردية حول مواضيع تهم عامة المسلمين، فاختار الأستاذ الكيرانوي مواضيع لأربعة كتب بما فيها «الصلاة الشرعية».

     ومن ميزات هذا الكتاب أن الشيخ الكيرانوي ناقش فيه موضوع الصلاة مناقشةً مقنعةً مع ذكر الفرائض والسنن، وشروط الصلاة بما فيها طهارة البدن، وطهارة المكان، وطهارة الثوب، ووقت الصلاة، وغيرها من الشروط الأخرى. وقد بحث موضوع التيمم، وناقش فيه كيفية التيمم وشروطه. وبالإضافة إلى ذلك قد كتب حول موضوعات تالية بدقة بالغة:

     صلاة الوتر، وصلاة التراويح، وتحية الوضوء، وتحية المسجد، وصلاة الإشراق، وصلاة الأوابين، وصلاة التسبيح، وصلاة الاستخارة، وصلاة الكسوف والخسوف، وصلاة العيدين، وأيام التشريق، وصلاة الجنازة. فيمكننا القول إن الشيخ الكيرانوي لم يصرف النظر عن  أي ركن هام  من أركان الصلاة. وقد أراد الكيرانوي عن طريق هذا الكتاب أن يعرّف عامة المسلمين بأمور الدين الأساسية مؤمناً بأن هذا وسيلة لتوجيه المسائل الفقهية إلي عامة الناس، وكذلك هو وسيلة مؤثرة لنشر الدعوة الإسلامية. والجميل في الأمر أن هذا الكتاب نال بهذه الميزات البارزة سمعة كبيرة في داخل الهند وخارجها، ولا شك أن الكيرانوي مثَّل دوراً مرموقاً في إصلاح المجتمع المسلم الهندي.

(ج) نعمة الله

     وهو باللغة الأردية «خدا كا إنعام»، وقد ذكر الشيخ الكيرانوي في هذا الكتاب عن نعم الله - سبحانه وتعالى - استدلالاً من الآيات القرآنية. وتناول فيه عدداً لا بأس به من الآيات البينات مع ترجمتها وشرحها باللغة الأردية. وقد ذكر عن كل نوع من نعم الله، فبعضها ميسورة في الدنيا، ومعظمها تتواجد في الآخرة. وهذه النعم قد أعدّها الله - سبحانه تعالى - لمن يشكره في الدنيا على نعمه. ولا يتم أداء الشكر على النعمة بمجرد كلمات شفهية، بل يثبت الإنسان بأعماله، وخاصة عن طريق تجنب المنكرات، واتباع أوامر الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -. وقد بين المؤلف بالدلائل الساطعة أنه لا يتمتع بنعم أخروية إلا المؤمنون الصادقون الذين يفهمون غاية خلقهم، ويقضون أوقاتهم في الدنيا حسب أوامر الله وتعاليم رسوله، والذين يعرفون معرفةً جيدةً بأن الدنيا هي مزرعة الآخرة.

     قد ذكرالمؤلف في هذا الكتاب عن الشروط التي يتحقق بها النجاح في الآخرة، وهي الأعمال الصالحة، ومن أهمها الصلاة والصوم، والحج والزكاة، والصدقات، والالتزام بالصدق، والاهتمام بالتوبة، والاعتصام بحبل الصبر، وأداء الشكر وما إلى ذلك. وهذه هي الأمور التي نال اهتمام المؤلف في هذا الكتاب.

(د) الآداب الإسلامية

     وهو باللغة الأردية «إسلامي آداب» يحتوي على 164 صفحة، ونشرته المكتبة الحسينيّة (كتب خانة حسينية) ديوبند،أترابراديش. ومؤلف هذا الكتاب قد استفاد من الكتب المهمة المؤلفة حول موضوع الأخلاق وفلسفتها نحو:

     المستطرف

     ترجمان السنة

     إكسير الهداية (ترجمتها كيمياء السعادة باللغة الأردية)

     أخلاق وفلسفة الأخلاق (بالأردية)

     إحياء العلوم

     وهو مقسم إلى أربعة أبواب: يحتوي الباب الأول على  القيم والأخلاق الشخصية، ويتناول الباب الثاني القيم والأخلاق الاجتماعية، ويتحدث الباب الثالث عن ماهية الآداب وأهميتها في الإسلام، ويذكر الباب الرابع عن الأمراض الخلقية. وكل باب مقسم إلى فصول عديدة.

     قد أوضح المؤلف لهذا الكتاب أن علم الأخلاق المنتشر في العالم المعاصر لا يدعو إلا إلى القيم والأخلاق التي تتعلق بالأمور الدنيوية. أما تعاليم الأخلاق المذكورة في الكتاب والسنة، فهي تدعو الإنسان إلى الفلاح في كل من الدنيا والآخرة. وبيّن بكل وضوح أن العالم يظن أن علم الأخلاق الذي يتم تدريسه اليوم هو جديد، مع أنه ليس بجديد؛ فلا يُوجد أي مبدأ أخلاقي إلا وقد ذكر عنه الإسلام.

(هـ) رسالة للإنسانية

     ما هي الإنسانية؟ وما هي العناصر المهمة لها؟، وكيف تتشكل الإنسانية المثالية؟ هذه هي الأسئلة التي قد ردّ عليها مؤلف هذا الكتاب. فهو يعتقد بأن كل إنسان يحتاج إلى إنسان آخر، ولا يمكن أن يحيى بدون مساعدة أخيه من بني آدم. ويتوقف حسن العلاقات بين شخصين على حسن سلوكهما ومنح الحقوق من أحد لآخر، فيجب أن يفهم كل شخص حق الآخرين. فإذا وُجد الحق للأبوين على أولادهما، والذي يتمثل في تكريمها وإطاعتهما، فللأولاد حق على الأبوين أن يقوما بتربيتهم وتثقيفهم جيداً. فإذا غابت الروح لأداء هذه الحقوق، لا يكون السلام في المجتمع الإنساني أبداً.

     إن المؤلف قد فسر كل نوع من الحقوق التي يجب أن يمنحها الإنسان أخاه الآخر من بني آدم. ولا يمكن أن تتشكل الإنسانية بدون الاعتناء بهذا الواجب. فهو قد ذكر عن حقوق العلماء، وحقوق النفس، وحقوق الحكام والأمراء، وحقوق الرعية، وحقوق الوالدين، وحقوق الأولاد، وحقوق الزوجين، وحقوق الأقرباء، وحقوق الجيران، وحقوق  الضيف و المضيف، وحقوق المتسولين، وحقوق اليتامى، وحقوق العبد والمولى، وحقوق الفقراء والمساكين، وحقوق الأصدقاء والأعداء، وحقوق الدائن والمديون، وحقوق المرأة، وحقوق عامة الناس، وحقوق العمال، وغيرها من أنواع الحقوق.

*  *  *

الهوامش:

(21)    وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الأول، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 30.

(22)    وحيد الزمان الكيرانوي، القراءة الواضحة، الجزء الثاني، كتب خانه حسينية، ديوبند، يوبي (سنة الطباعة غير مذكورة) ص 7.

(23)    المصدر  السابق 8.

(24)    وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند،  المكتب الرئيسي لجمعية علماء الهند، نيودلهي(سنة الطباعة غير مذكورة) ص2.

(25)    المصدر السابق، ص2.

(26)    المصدر السابق، ص3.

(27)    وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند، ص12-16

(28)    المصدر السابق، ص 28.

(29)    وحيد الزمان الكيرانوي، نظرة على جمعية علماء الهند، ص28.

(30)    المصدر السابق، ص 33.

(31)    المصدر السابق، ص35.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الأولى 1435 هـ = مارس 2014م ، العدد : 5 ، السنة : 38